شراء الأسلحة في النمسا: الفرص والدروس المستفادة من قضية يوروفايتر
اكتشف كيف تهدف المشتريات الدفاعية النمساوية إلى تعزيز الشفافية والفرص في سياق قضية يوروفايتر.

شراء الأسلحة في النمسا: الفرص والدروس المستفادة من قضية يوروفايتر
يستمر الجدل حول شراء الأسلحة في النمسا في اتخاذ منعطفات جديدة. ينصب التركيز الحالي على شراء طائرات ليوناردو بقيمة 1.1 مليار يورو. وتشارك وزارة الدفاع بشكل مكثف في عملية الشراء، والتي ترافقها جهات رقابية مختلفة، بما في ذلك دائرة التدقيق الداخلي وديوان المحاسبة. تفيد Kleine Zeitung أنه يتعين على العديد من موظفي الخدمة المدنية والمحامين الحصول على موافقتهم قبل منح عقد كبير.
وجزء كبير من هذه العملية هو لجنة مراجعة المشتريات، التي تصدر تقارير منتظمة. هدفهم هو تقليل الفساد والطلبات المبالغ فيها. ويكتسب هذا أهمية خاصة في ضوء قضية يوروفايتر، التي تعلمت النمسا منها الدروس. وأدت قضية يوروفايتر، التي تدور حول شراء 18 طائرة مقاتلة من طراز يوروفايتر تايفون في عام 2002، إلى فرض حظر أساسي على ما يسمى "معاملات الأوفست". كان من المفترض أن تتدفق هذه الأموال بنسبة 200 بالمائة من سعر الشراء إلى الاقتصاد المحلي، وهو ما لم يتحقق في النهاية ويكيبيديا.
ظل قضية يوروفايتر
كان شراء يوروفايتر مصحوبًا بضغوط سياسية واقتصادية كبيرة. تم اتخاذ القرار خلال "إفطار المستشار" في عام 2002، على الرغم من تفضيل وزير المالية ووزير الدفاع لطائرات أخرى. ووفقا لتقارير من مكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة (SFO) في بريطانيا العظمى، كانت هناك مؤشرات على وجود رشاوى محتملة، مما ألقى بظلال من الشك على مصداقية العملية. وبعد انتخابات المجلس الوطني عام 2006، تم تشكيل عدة لجان تحقيق برلمانية للتحقيق في المخالفات المحتملة. كان الدافع وراء هذا التحقيق هو اكتشاف شبكات مشكوك فيها بين جماعات الضغط والمسؤولين والسياسيين ويكيبيديا.
وأدت هذه الادعاءات إلى تحقيقات واسعة النطاق. وكانت النقطة الحرجة بشكل خاص هي الشكوك الموجهة ضد السياسيين وجماعات الضغط الذين كانوا على صلة بمبالغ كبيرة من المال يُزعم أنها استخدمت للتأثير على قرارات الشراء. في نهاية المطاف، أُغلق التحقيق للاشتباه في حدوث احتيال في عام 2020، مما دفع مكتب المدعي العام في فيينا إلى تقديم شكوى، لكن تم رفضها ويكيبيديا.
نحو الشراء المسؤول
تعتبر عملية الشراء المقبلة لطائرات التدريب علامة على جهود النمسا لتأمين حصة من الإنفاق الدفاعي المتزايد في أوروبا. ويهدف التعاون الصناعي مع الشركة الإيطالية ليوناردو إلى زيادة قبول المشتريات الدفاعية، خاصة إذا كانت حصة كبيرة منها "صنع في النمسا". وقد أطلق وزير الاقتصاد فولفغانغ هاتمانسدورفر بالفعل المبادرات الأولى في هذا الاتجاه من أجل الحد من التحيزات الأيديولوجية وتعزيز النظرة إلى النمسا كدولة ذات تكنولوجيا عالية. Kleine Zeitung ترى أيضًا أن عملية إعادة التنظيم هذه تمثل فرصة للاقتصاد المحلي.
يتم دعم عملية الشراء من خلال ضوابط وتقارير واسعة النطاق لضمان مستوى عال من الشفافية والكفاءة. ومثل هذه التدابير ضرورية للتعلم من أخطاء الماضي واستعادة ثقة الجمهور في السياسة الدفاعية. وفي وقت حيث يشكل الوجود العسكري والاستعداد الدفاعي أهمية مركزية، يظل من الأهمية بمكان أن تتعلم النمسا من تاريخها وتتخذ قرارات استراتيجية مبررة اقتصاديا وسياسيا.